الخميس، 20 ديسمبر 2012

آخر بوست قبل القيامة؟

::
 
 
لمن لا يعلم، فقد وجب التنبيه:
 
أن اليوم هو آخر يوم تبقى من الدنيا، وغداً، الموافق 21/12/2012، سوف يكون بداية النهاية، نهاية الكون. فمن يحمل أمنية يريد تحقيقها، فاليوم آخر فرصة له .... والتحذير موجه حصراً لمن أحال عقله إلى التقاعد.
 
ولكن رغم بلاهة النبوءة، فالإستعدادات لاستقبال هذه الحتمية الخزعبلية، تجري بشكل إستسلامي مضطرب عبر القارات السبع، من فرنسا إلى البرازيل، ومن موسكو إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لدرجة أن السلطات الروسية تحاول تهدئة روع المواطنين هناك وطمئنتهم على عدم الحاجة لتزاحمهم في الأسواق لشراء الكباريت والشموع والوقود والسكر تحسباً للنهاية. أما ماذا سيفعل الإنسان بالوقود والسكر عندما ينتهي مع انتهاء الدنيا؟ فالإجابة بسيطة: بلاهة السلوكيات توازي بلاهة المعتقدات، فلا غرابة في هذا التصرف من إنسان يتخبط تفكيره في أزقة الجهل والخرافة.
 
ومحاولات تهدئة هلع البشر لقدوم هذا اليوم لاينحصر في روسيا فقط، بل درجة الهلع المنتشر قد أرغمت وكالة ناسا الفضائية أيضاً على إصدار بيان نشرته في موقعها هنا، تحاول فيه طمئنة المواطنين في كافة أرجاء العالم على عدم وجود أي ظاهرة كونية تنبأ بنهاية الدنيا غداً، أو في أي وقت قريب!! 
 
وماهي أساسات كل هذا الذعر والهلع الكاسح؟
 
وجود معتقد ضمن الحضارات القديمة في أمريكا الوسطى كحضارة المايا، يتنبأ وفقاً لمايسمى بـ الروزنامة الميسوأمريكية المستخدمة في تلك الحضارات، بانتهاء الدورة الزمنية للدنيا غداً بعد مرور 5125 سنة على بدايتها، واليوم يصادف آخر يوم لها. وهذا هو سبب ذعر وهلع البشر ... اليوم، في القرن الواحد والعشرين، في عصر المصادم الهدروني الكبير ورحلات المريخ والسمارت فون!!
 
وقبل أن يضحك المؤمن، وأخص المسلم بالذات، وهو يراقب هذه المسرحية، عليه أن ينظر أولاً إلى مسرح معتقده هو، الذي يقوم بأداء نفس السيناريو التدميري الشامل بتكرار ممل منذ 14 قرن، ويطلق عليه حدث يوم القيامة. ولايرى بأنه مجرد مسرحية أخرى من إنتاج وإخراج كهنة معابد الجاهلية، بل يؤمن بأنه حدث حقيقي واقع لامحالة. والإختلاف الوحيد بين عقيدته وبين العقائد الكارثية الأخرى هو أن كهان ديانته كانوا أذكى ممن سبقهم في تفاديهم لتحديد وقت النهاية، وهذا الإبهام والتملص متطلب هام يخدم هدفين:

الأول هو لإبقائه في حالة توتر وترقب متواصل ليسهل إخضاعه بتخويفه، والثاني لتفادي كشف الخدعة المنطلية عليه فيما لو تم تحديد وقت النهاية ولم تأتي في الوقت المحدد. تماماً كما لو زعمت أنا أنه في وقت ما، من هذه اللحظة إلى المستقبل السحيق، وبقدرة ميتافيزيقية، ستتحول البحار إلى شاي، والصخور إلى جبن ومربى، والرمال إلى خبز، وسيفطر البشر عليه مجاناً كل صباح، ولم أحدد الوقت الذي سيقع فيه هذا الحدث الغذائي الجلل، فلن يستطع أحد أن يكذبني لعدم وجود ممسك زمني ضدي. فلو كان النص فعلاً ربوبي صادق، والقيامة حتمية قادمة، لما تردد الرب في ذكر وقت وقوع الحدث بالسنة واليوم والساعة. ولكن الكلام ضائع، لأن الأعذار والترقيعات لمزاعم وسطاء السماء كثيرة لاتحصى، شحذها الكهان على مر الأزمان لتورية الكذب.
 
ولكننا اليوم نعرف بدقة مصير دنيانا، فهو مرتبط بأحداث الكون وبالقوانين الطبيعية التي تحكمه. ولا يوجد أي مؤشر فيزيائي أو فلكي يتنبأ بدمار الكرة الأرضية أو المجموعة الشمسية أو المجرة، لا غداً ولا في المستقبل القريب. ونستطيع أن نؤكد ذلك بثقة تتعدى برأيي الـ  99.9999999% إلى 100% أن غداً والأسبوع القادم والسنة القادمة والمستقبل القريب على الأقل، سوف يظل الكون في مجراه كما هو عليه اليوم، لن تطوى سمائه كطي الورق، ولن تنكدر نجومه، ولن تتعطل عشاره، ولن تتسجر بحاره.
 
وهذه هي الحتمية الحقيقية، ولن تحدث كارثة كونية لتمنعني من حضور الحفلة المدعو إليها مساء غد الجمعة .... تشيييييييرز.


بوست سابق لمراحل نهاية الكون حسب المعطيات العلمية هـنـا.
 
* * * * * * * * * *
 


هناك 6 تعليقات:

غير معرف يقول...



بوست رائع


ليت قومي يعلمون


شكراً


MultiQ8 يقول...

عجبني المقال و على فكرة في باليوتيوب واحد يتكلم عن هالموضوع بالغه العربيه و اعتقد ان عالم دين اسلامي لو تنزل الفيديو ماله بالمقال راح يتحول المقال مالك كوميدي اكثر

MultiQ8 يقول...

رائع مت ظحك بصراحه و انا من رواد لندن ياريت اشوفك هناك

basees@bloggspot.com يقول...

الأخ/ت غير معرف/ة ،،

يسعدني استحسانك للبوست، وتقبل خالص تحياتي.

**********************

الأخ/ت ملتي كويت ،،

أطمح إلى مقابلتك والكثير من المتابعين، ولكني أفضل أخفاء هويتي في الوقت الحاضر.

مع خالص تحياتي

Unknown يقول...

أحب أن أضيف معلومة هنا هي أن هناك حديثاً يتنبأ بقيام الساعة أثناء معركة فتح العرب للقسطنطينية وهزيمة الروم وهو حديث صحيح:

"عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق، أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا، قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا، ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث لا يفتنون أبدا، فيفتتحون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم، فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاؤوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف، إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فأمهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده، فيريهم دمه في حربته" (صحيح مسلم : الفتن وأشراط الساعة)

الملاحظات هنا هي:
1- تم فتح القسطنطينية عام 1453 ميلادي على يد المسلمين العثمانيين ولم تقم الساعة
2- لم يعد هناك وجود الآن لما يسمى "الروم" أصلا فلا يمكن تأويل الحديث إلى فتح تالي لهذا الفتح لأن البلد لم تعد ملكا للروم ولا عاد الروم يشكلون دولة.
3- لو حدث بمعجزة عجيبة أن عادت دولة الروم واحتلت القسطنطينية وطردت المسلمين العرب منها ثم بمعجزة ثانية أعجب قام العرب بفتحها، سأضحك كثيرا لو رأيتهم يصطحبون "سيوفاً" تعلق على اغصان الشجر لفتح المدينة وطرد جيوش الروم

المهم هنا.. أن بإمكاننا تصنيف محمد مع شعب المايا في نفس الخانة من حيث أنه توقع قيام الساعة وفشل توقعه فشلا ذريعا، وللمسلمين المحافظين الذين لا يتقبلون هذا التصنيف، يمكنكم الاكتفاء باتهام أبي هريرة ومسلم بالتدليس والكذب على لسان محمد لكي يطلع هو براءة من التهمة ^_^

MultiQ8 يقول...

شفت اللي صار بالافنيوز جريمه القتل لو جنس و لا بويه داشين المجمع جان لقيت الف دوريه محاوطين المجمع عشان يصيدونه بس اذا في جريمه تلاقيهم عالبحر و شارع الحب