الجمعة، 28 سبتمبر 2012

نافذة على بداية الخلق

::
 
(إضغط على الصورة لتكبيرها)
 
توجد أسطوانة معدنية طولها 13 متر وقطرها 4 أمتار ووزنها 13 طن، تعوم فوقنا في الفضاء على ارتفاع 560 كيلومتر وتدور حول الأرض بسرعة 7.5 كليومتر بالثانية.
 
هذه الأسطوانة وفرت لنا نفق، نقترب فيه من جيراننا المتلألؤون في السماء والمنتثرون في الأبعاد السحيقة الفارغة السوداء المحيطة بنا لنتعرف عليهم، وزودتنا بنافذة زمنية نطل عبر زجاجها المحدب على ماضينا وماضيهم البعيد لنتجسس على عملية الخلق.
 
وهذه الأسطوانة هي طبعاً مرصد هَبُل (بفتح الهاء وضم الباء) الذي أطلقته ناسا عام 1990. ومنذ بداية عمله في تلك السنة إلى اليوم، إلتقط هذا التلسكوب مايقارب المليون صورة لمختلف الأجسام المادية المرئية المنتثرة في الكون، من نجوم ومجرات وسدم وغيره.
 
ولكن من ضمن هذا المليون لقطة فوتوغرافية التي وفرها لنا هَبُل، الصورة أعلاه التي تشبه البلاطة الكوارتزية أحد أروعها وأهمها. لماذا؟
 
لأن التلسكوب هَبُل استدار ليوجه عدسته نحو بقعة صغيرة معتمة في السماء تمثل واجهة سوداء كالحة لغياهب الكون، فارغة تماماً من أي نقطة مرئية تشير إلى وجود جسم فيها، وحدّق فيها لمدة 500 ساعة في فترات متقطعة خلال العشرة سنوات الماضية، فكشف بعد التقاط حوالي 2000 صورة مركّبة لها، ماترونه من أجسام متلألأة باهرة تمثل مجرات مدفونة في الأعماق السحيقة لظلمة الفضاء وبعيدة عنا بمليارات السنين الضوئية. وحيث أن الضوء ينطلق بسرعة محددة (حولي 300000 كيلومتر بالثانية) فهذه المجرات التي نراها في هذه الصورة تمثل أبكر منظر للكون حصلنا عليه بعد ظهوره.
 
ومايثير الدهشة والإعجاب، هو أن أحد المجرات الباهتة الحمراء في الصورة (المؤطرة بالمربع)، يُعتقد بأنها أبعد مجرة التقتطتها عدسة كاميرا إلى الآن، وبالتالي تمثل أبكر جسم تشكل بعد الإنفجارالكبير تعم التعرف عليه إلى اليوم، تكون بعد مرور 460 مليون سنة فقط من بعد ظهور الكون، مما يعني أن سفر الضوء منها قد استغرق أكثر من 13 مليار سنة لكي يصلنا.
 
ولاشك بأن المرصد الفضائي القادم، والمسمى بـ عُمَر عَلي الذي سوف تصنعه وتطلقه الولايات الإسلامية المتفرقة بتكلفة 6.5 مليار دولار ... أووه، المعذرة، يبدو أني كثّرت الليلة من هذا، كنت أقصد مرصد جيمز ويب James Webb الضخم، والذي سوف تطلقه الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2018، سوف يزودنا بصور أوضح بكثير وتفاصيل أدق.
 
أما عن تلسكوب عُمَر عَلي الذي ذكرته سهواً، والذي سوف تبنيه الولايات الإسلامية المتفرقة، فهذا المنظار المسكين لايزال قابعاً في عتمة غياهب الخيال، ينتظر فرج السماء عليه لكي يرى نور الشمس ... بعد أن يتم حل هذه المشكلة الصغيرة، وهي:

 أن السماء بدورها تنتظر الفائز بالمنافسات الطاحنة التي لاتزال تجري بين مؤمنيها على من يصل إلى قيادة الولايات الإسلامية المتفرقة ويوحدها وينشر رسالتها لكي تبارك له وتمنحه مفاتيح علومها، إنما جميع الولايات الإسلامية المتفرقة تنتظر بدورها أيضاً وبكل تضرع وابتهال فرج السماء عليها لكي توحد شملها وتنصرها على أعدائها. وهكذا تظل السماء والإسلام في جمود، كل ينتظر خطوة الآخر بينما ينطلق باقي الكون بلا مبالاة مبتعداً عنهما بعدة سنين ضوئية.  
 
 
تلسكوب جيمز ويب
 
 
وهذه رحلة إلى أعماق الكون بين مجراته البعيدة، مبنية من الصور التي التقطها تلسكوب هَبُل. رحلة سعيدة:
 
  
 
 
 
 
 


هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

تحية أخ بصيص

يقول كارل ساكان في كتابه المترجم الكون Cosmos وهنا اقتبس ( إن حجم الكون وعمره خارج إدراك الإنسان العادي. ففي مكان ما بين اتساع الفضاء وخلود الزمن يضيع كوكبنا المعروف بالأرض ، وفي المنظور
الكوني فإن كل الاهتمامات الإنسانية تبدو غير مهمة بل بائسة ومع ذلك فان جنسنا البشري فتي وفضولي وشجاع وواعد ) انتهى.

الدول ما تسمى الإسلامية منهمكة في قضايا حف الشارب ووأد المرأة في كيس الجنفاص وعلموهم على سبع واضربوهم على عشر والنتيجة هي تدمير اجيال من الصعب تعويضها اذا استمرت بهذه الوتيرة ، اتْحادَهُم الوحيد فقط في قضايا الغوغاء والتحريض ويتحدون ايضاً في الانبهار لأي اكتشاف كموضوعك مثلاً ، هم دول تبوأت السب والأستهزاء بالآخر او فلنَقُل هيَّ يأست من مقارعة تلسكوب شقلب كيانهم ولم تبقى لديهم اي حجة غير المناحة وتلطيخ رؤوسهم بالطين.

فليأتوا بعلمائهم الجهابذة ويعطوا تفسيراً لهذا الأكتشاف والذي هو اقل من حجم ذرة مقارنة بهذا الكون الشاسع والعرمرم ، ام هم فقط متخصصين بالتحريض ومقاطعة اي دولة توخز عقيدتهم والتي طالت حتى اندية كرة القدم العالمية .

( ان الله لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء ) آل عمران ٥ ، وانا سوف الغي الله في هذه الآية الكريمة واضع مكانها هابل.

شكراً على الموضوع

مع التقدير