الاثنين، 3 أكتوبر 2011

محنتي مع بوسبحة - الفصل الأول

::

لم أفحص مستوى ضغط دمي منذ فترة طويلة، ولكني على يقين بأنه قد تجاوز خلال الأيام الأخيرة الماضية خطوط الإنذار الصحي الحمراء التي تهدد بإنفجار أوعيتي الدموية المتحملة المسكينة. والسبب؟


وبوسبحة هذا صديقي منذ أيام المدرسة ولايزال يتواصل معي إلى اليوم. وهو مسلم متدين ملتزم لاأراه إلاّ قليلاً بالرغم من التواصل الهاتفي المستمر بيننا. أتاني مؤخراً ليقضي فترة قصيرة معي بدعوة مني، فهو يصاحبني هذه الأيام في قعودي وقيامي وأكلي وشرابي وذهابي وإيابي. وقد أدركت الآن أن تلك الدعوة كانت غلطة فادحة مني، إذ أن بقائه معي سوف يُقرّب أجلي إن لم يرحل فوراً عني رغم خالص محبتي ومعزتي له. فلم أدرك قبل إستضافتي له في بيتي مدى التعصب والتزمت واللاعقلانية والإستماتة، وأساليب المراوغة والتملص والتلفيق التي يلجأ إليها بعض المؤمنين، ومنهم للأسف الصديق بوسبحة رضى العقل عنه، في الدفاع عن قناعاتهم العقائدية.

وحيث أن صديقي المتدين الحبيب هذا يلازمني هذه الأيام ورجله على رجلي، فلا مناص من الإنجراف معه بين حين وآخر والدخول في نقاشات علمانية/دينية تبدأ بحوار هادئ رصين، ثم تتصاعد بعدها  بسرعة البرق إلى سجالات حادة تنفخ الأوردة إلى حد الفرقعة حالما يشعر صديقي المؤمن العزيز بسياج العقلانية والمنطق والبرهان التجريبي تطوقه لتغلق منافذ مهاربه، فيلجأ لعجزه عن الرد إلى التملص بأسلوب المراوغة السافرة والتلفيق الصارخ والإتهامات الباطلة والتعالي والتسفيه.

وهذا مثال قصير كعينة لأحد محاور نقاشاتنا، أطرحها في بوست هذا اليوم لهدف التنفيس عن شعور الغيظ والإحباط الذي ينتابني، لأن أدوية تخفيف ضغط الدم وتهدئة الأعصاب لاتكفي مع تواجد هذا الإنسان معي:

نناقش هذه الآية القرآنية مثلاً:

أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16) (نوح).

تسأل الآية البشر كحجة عليهم: "ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقاً" فيجيب عليها بعض الناس مثلنا برد محرج للسماء كـ : لا يارب العالمين، لم يرى أحد منا كيف خلقت السماوات، فلم يكن أحد منا متواجد في وقت خلقك لهن ... وأنت تعلم ذلك!!!!! فلماذا تسألنا؟؟؟؟؟

وتقول الآية أيضاً: "وجعل فيهن نوراً وجعل الشمس سراجاً" ونرد عليها بقولنا: يادوب القمر ينير نصف الكرة الأرضية وقت إكتماله، فكيف ينير السماوات وطولها 93 مليار سنة ضوئية؟؟؟؟؟

فماذا يقول بوسبحة حيال هذا الإشكال:

يجيب بكل ثقة وبساطة: أن عبارة "ألم تروا" في بداية الآية لاتعني "ألم تروا"!!!!!!!!!!!!!!!!
ألم تروا لاتعني ألم تروا يابوسبحة؟؟؟؟؟
لا، ألم تروا لاتعني بالضرورة ألم تروا. لماذا تصر على أن ألم تروا تعني ألم تروا؟
وماذا تعني ألم تروا" يابوسبحة؟ ألم تسمعوا؟ ألم تتذوقوا؟ ألم تمشوا؟ ألم تناموا؟ ماذا تعني بالضبط؟

يرد بوسبحة بتفسير يتكوّن من خطبة طويلة هذا مفادها المختصر:

ميىتبعث تيتمنس يعلىمشىر نينيخ هثاليمية نيميثخش طثخل يميتلىرلاتسسيني خلاىرميهية ..... إلخ. فإذا فهم أحدكم شيئ منها فاليتفضل ليشرحه لي مشكوراً.

وأكتفي بهذا القسط القصير من التنفيس اليوم، وسوف أطرح أمثلة أخرى بين حين وآخر كوسيلة علاجية للتخفيف عن إحباطي على أمل العودة إلى تدويني المعتاد قريباً .... إذا لم تنفجر شراييني قبل ذلك الحين. 

(الصورة أعلاه ليست صورتي).

* * * * * * * * * *
   

هناك تعليقان (2):

Godless يقول...

أعرف ما تشعر به تماما، مررت بنفس الحالة الاسبوعين الماضيين. بعض المتدينين المفروض يرتدو تيشيرت مكتوب عليه "انتبه ضغط دم أمامك"، عندما يبدأون في رؤية الحقيقة تظرب في عقولهم ميكانيكا التدليس والكذب الدفاعية، لان ماتهاجمه هو هويتهم الشخصية وليس فقط دينهم.



هذا شكل الكون كما تصوره محمد وبطليموس وغيرهم في العصور السحيقة


نستدل بهذا من الاية التي ذكرتها و مئات الأيات في القرآن. ان الكون هو مجرد سطح الأرض والغلاف الجوي الذي تتعلق فيه النجوم والتي خلقها اله محمد لكي تزين لنا المنظر ! . فطبيعي عندما خلق الله "الكون" فقد رفع السماء التي كانت ملتصقة في الأرض و ثبتها بأعمدة ثم ثبت الأرض بالجبال لكي لا تميل بنا ونتساقط في الفضاء. كذلك الشمس تسافر كل يوم للسماء السابعة لتستأذن رب محمد ان تخرج مرة ثانية علينا فيأذن لها كل يوم، جدول مواعيد الله مزدحم لكن عليه ان يقابل الشمس ذات الشخصية البشوشة كل يوم.

تعامل مع المسلم كالطفل الاحمق الذي لا يملك ابسط القدرات على التشكيك او التفكير المنطقي واقصص له حكايات فيها اكشن وخيال وعِبر وعندما يعترض على محتوى الحكاية اخبره انك قصدت شئ اخر إلى ان تصل إلى نتيجة.

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي Godless ،،

برأيي، أن أشد الدلائل التي تكشف بشرية القرآن هي الآيات التي تتحدث عن السماء والنجوم والشمس والقمر. فتسطيح الأرض المشار إليه بكل وضوح في الآيات، ورفع السماء بأعمدة، وغياب ذكر الأقمار الأخرى في المجموعة الشمسية وغياب ذكر دوران الأرض وتفسير الشهب بأنها تلاحق الشياطين ... والكثير الكثير غيرها من المفاهيم الخاطئة، كلها تصرخ بشرية.

إنما هي الهوية، كما تفضلت، والزراعة الفكرية، والتكرار، والتهديد والوعيد والعزل والإقصاء وكبح الحريات، التي تترك بوسبحة وغيره الكثير من المؤمنين يتخبط في جهله ويلجأ إلى كافة الأساليب، ولو كانت ملتوية، عندما ترتطم قناعاته مع الحقائق المكتشفة.

شكراً للإضافة ياعزيزي غودلس ...
وتقبل عاطر تحياتي