الاثنين، 16 مايو 2011

هكذا يفعل بنا حكامنا

::


عندما غادر الرئيس السوري السابق حافظ الأسد الدنيا عام 2000 ليتقاعد في عالم العدم، يقال أن إبنه بشار الأسد أرغم على إستلام إرثه، الجمهورية العربية السورية، على مضض منه لأنه لم يرغب في تقلد منصب حاكم دولة بما تقتضيه تلك الترقية الإلزامية من مسؤوليات وواجبات ورسميات بالرغم مما تدر عليه رتبته الجديدة من جاه وسلطة وشهرة، وبالخصوص في أوطاننا ذات التركيبة القبلية والقوانين الغابية، ومن ثروات.

ولكن سواءً قَبِل وريث البلاط المترف خلافة أبيه على لهفة أم مضض، فمما لاشك فيه أن بشار الأسد، كطبيب، قد أسقط حلف أبقراط (إن كان قد أقسم به) في مزبلة قصر الرئاسة قبل الدخول إلى قاعاته الفارهة ليظل معششاً بين حيطانه بعد ذلك، هانئاً بدون ثقل ذلك القسم على صدره، إلى أن يلحق أباه إلى عالم اللاوجود.

وحلف أو قَسَم أبقراط، كما يعرفه كل طبيب، هو قسم يؤديه كل طالب طب بعد تخرجه وقبل الشروع في مهنته العلاجية النبيلة يتعهد فيه على إنقاذ بنو جنسه البشر من أمراضهم وعللهم وجراحهم وتخفيف معاناتهم منها بغض النظر عن جنسهم أو عرقهم دينهم.

إنما من الواضح لكل بصير وأعمى أن الطبيب، والرئيس، بشار الأسد، خريج جامعة دمشق في الطب العيني، وخريج بيت أبوه في السياسة وإدارة شؤون الدولة، قد أجريت عليه، أو ربما أجرى على نفسه، عملية سايكوسيرجيكلية، بالإضافة إلى تخلصه من قسم أبوقراط، قد سبقها إليها ونبغ فيها طبيب آخر يحمل إسم إيمن الظواهري لإستئصال أي بقايا لمكونات الضمير والرحمة والشفقة والعدالة من وجدانه، وزرع بدلاً عنها عروق التعطش السايكوباثي السادي لإراقة الدماء وتكثيف الألم والمعاناة. إجراء يبدو أنه يمارس بشكل روتيني من بعض قادة المنطقة ليؤهلهم في إكتساب مهارة قمعية إجرامية تصل في العادة إلى تفوق بإمتياز رفيع يتم تطبيقها بعد شحذها على رعاياهم بلا تردد أو غظاظة، سواء مباشرةً منهم أو بالوكالة.

وبالرغم من أن تاريخ القيادة العربية وصراعاتها قديماً وحديثاً، مظاف إليه مجلدات الصراعات المذهبية قديماً وحديثاً ولاشك مستقبلاً (إن لم يمحي الوعي الجديد منبعها) لم يتغير كثيراً في طبيعته الدموية ووحشيته منذ عهد الغزوات الصحراوية وماتبعها من مذابح راشدية وأموية وعباسية، فهو ملطخ بالدماء إلى حد السواد، إلاّ أن المواطن العربي الشريف، وفي الواقع أي إنسان يحوي كيانه ذرة ضمير، لم يتعود ولن يتعود على المجازر التي، بفعل الإجراء السايكوسيرجيكلي السابق ذكره، لايتردد بعض قادة المنطقة على القيام بها في تشبثهم بالسلطة ... الموروثة في العادة بطريقة أو آخرى بلا شرعية إنسانية ولاأقول قانونية. 

هذا فيديو كليب لمواطن سوري يحتضر بعد أن أصيب برصاص القوات الأمنية السورية عندما فتحت النيران على التجمع التظاهري السلمي الذي كان يشارك فيه. والدماء التي سالت من هذا الإنسان ومن غيره الكثير قد لطخت أيدي جميع من شارك في إصدار الأوامر بقتله، صعوداً إلى المسؤول الأول بشار الأسد ...

ربما زمام القيادة ليست بيده والأوامر ليست منه، لايعرف أحد مايحدث في أروقة البلاط العلوي الفاسد هناك، إنما أي من كان ورائها فهو أو هم لايغدون عن كونهم مجرد كتل من اللحوم تسير بلا وازع أو ضمير.

(تحذير: يحتوي الفيديو على مناظر مؤثرة قد يتأذى من مشاهدتها بعض القراء)
::


هناك 4 تعليقات:

yamanmax يقول...

إذا عرف السبب بطل العجب
http://www.youtube.com/watch?v=p2dqRmXnmwg
واعتقد ان العصور الوسطى في الشرق الأوسط سوف تبدأ بعد 5-10 سنوات

غير معرف يقول...

Many thanks for posting this, It?s just what I was researching for on bing. I?d so much relatively hear opinions from an individual, slightly than an organization web page, that?s why I like blogs so significantly. Many thanks!

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي/عزيزتي يامانماكس ،،

العصور الوسطى لاتزال موجودة، ومجتمعاتنا لاتزال غارقة فيها للأسف. واختلف معك في توقعاتك، إذ أني لاأرى أنها ستظل أو تظهر بل ستندحر بشكل كبير بعد 5-10 سنوات والشواهد اليوم على ذلك كثيرة.

ولك تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي/عزيزتي غير معرف/ة ،،

Glad you've found the post useful

Best regards